[المبحث الأول: عبودية النبين والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-]
وفيه ثلاثة مطالب:
[المطلب الأول: عبودية خاتم النبين والمرسلين صلى الله عليه وسلم]
لاشك في أن أكمل العبودية وأشرفها وأعظمها قدرًا وأعلاها رتبة ومكانة عبودية النبين والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام -، ذلك لأنهم أفضل البشر على الإطلاق، وذلك بدلالة نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة والنظر الصحيح - كذلك-، وإن أعظمها وأجلَّها وأعلاها قدرًا عبودية خاتمهم وإمامهم وسيدهم وقدوتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
[قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-]
"حقق الله له نعت العبودية في أرفع مقاماته حيث قال (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا)(الإسراء: ١)، وقال تعالى:(فأوحى إلى عبده ما أوحى)(النجم: ١٠)، وقال تعالى:(وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا)(الجن: ٩)، ولهذا يشرع في التشهد وفى سائر الخطب المشروعة كخطب الجمع والأعياد وخطب الحاجات عند النكاح وغيره أن نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. "(١)
هذا ولقد وُصِفَ النبيُ صلى الله عليه وسلم في كتاب الله بالعبودية في أشرف المقامات
(١) مجموع الفتاوى (١/ ٦٦). مجموع الفتاوى المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: ٧٢٨ هـ) المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية عام النشر: ١٤١٦ هـ/ ١٩٩٥ م.