للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن مشاهد عبودية الحجر والشجر كذلك موالاة المجاهدين من عباد الله المؤمنين وحثهم على قتل اليهود.

ويدل على ذلك ما ثبت عند الإمام مسلم في صحيحه منْ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ). (١)

* مشاهد من عبودية الحجر والشجر شاهدتهما للمؤذِّنِ:

الشجرُ والحجر يشهدان للمؤذِّنِ: كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا يسمعُه جنٌ ولا أنسٌ ولا شجرٌ ولا حجرٌ إلاّ شهد له. (٢)

* مشاهد من عبودية تسليم الحجر على النبي - صلى الله عليه وسلم: -

قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: - " إني لأعرفُ حجرًا بمكّة كانَ يُسلِّمُ عليَّ قبل أن أُبعَثَ ".

قال النوويُّ - رحمه الله -: فيه معجزةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي هذا إثباتُ التمييزِ في بعض الجماداتِ … (٣)

* مشاهد من عبودية انقياد الشجرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما- قال: سِرْنَا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَاتَّبَعْتُهُ بإدَاوَةٍ مِن مَاءٍ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شيئًا يَسْتَتِرُ به، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بشَاطِئِ الوَادِي، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى إِحْدَاهُمَا، فأخَذَ بغُصْنٍ مِن أَغْصَانِهَا، فَقالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بإذْنِ اللهِ فَانْقَادَتْ معهُ كَالْبَعِيرِ المَخْشُوشِ، الذي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخْرَى، فأخَذَ بغُصْنٍ مِن أَغْصَانِهَا،


(١) - رواه مسلم: (٢٩٢٢)
(٢) - صحيح سنن ابن ماجه: (٥٩٧) وأصله في البخاري.
(٣) -صحيح مسلم بشرح النووي (١٥/ ٢٦).

<<  <   >  >>