للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحُسْنِها- في وجوهِهم، حتى استنارت، لَمَّا استنارت بالصَّلاةِ بواطِنُهم استنارت بالجَلالِ ظواهِرُهم. (١)

وقد تعاملوا مع الله بكل صدق وإيمان وصلاح للنية وإصلاح للطوية، وقد جعلوا حياتهم كله لله ولإعلاء كلمته ونصرة دينه، وقد تمثل ذلك في كلّ حركاتهم، وسَكَناتهم، حتى أضحت العبادة ملئ قلوبهم، وتحقيق كمال العبوديّة لله تعالى بإخلاص واتباع- أسمى أمانيهم.

رابعًا: سبقهم للإيمان وصحبة النبيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ)، (التوبة: ١٠٠).

(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ). أي: وأصحابُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذين سَبَقوا المُسلِمينَ أوَّلًا إلى الإيمانِ، مِن الذين تركوا قومَهم، وفارَقُوا أوطانَهم، ومِن أهلِ المدينةِ الذين نَصَروا الرَّسولَ على الكافرينَ، وآوَوْا أصحابَه المهاجِرينَ. (٢)

خامسًا: هجرتهم في سبيل الله

قال تعالى في حق المهاجرين والأنصار: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (الأنفال: ٧٢).

أي: إنَّ المُهاجرينَ الذينَ آمَنوا بكُلِّ ما وجَبَ عليهم الإيمانُ به، وهجَروا قَومَهم،


(١) - تفسير ابن سعدي: (ص: ٧٩٥).
(٢) يُنظر: تفسير ابن جرير: (١١/ ٦٣٧)، تفسير البغوي: (٢/ ٣٨٢)، تفسير ابن سعدي: (ص: ٣٥٠)، تفسير ابن عاشور: (١١/ ١٧).

<<  <   >  >>