للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" قد علم الله تعالى عدد أهل الجنة ومن يدخلها، وعدد أهل النار ومن يدخلها، لا تفنيان أبدًا، بقاؤهما مع بقاء الله تبارك وتعالى أبد الآبدين، ودهر الداهرين". (١)

٣ - وأنهما المصير المحتوم الذي يصير إليه مآلُ العباد أجمعين يوم الدين وذلك ( … لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (النجم: ٣١).

٤ - وأن الله تعالى أعدهما لأهليهما، وأنهم لا يموتون فيها أبدًا.

٥ - وأن الجنَّة رحمة الله تعالى ودار كرامته التي أعدَّها لحزبه المفلحين وجنده الغالبين وأوليائه الصالحين وصفوة عباده المقرَّبين الأطهار الأبرار، وأنَّ أهلها في نعيمٍ مقيم أبدي سرمدي مُتجدِّد لا يفنى ولا يبيد، وأنه نعيم دائم مدرار.

٦ - وأن النار هي دار الهَوانٍ والبوار، وهي دار عَذابه وانتقامه وبطشه قد أعدَّها الجبار القهار سكنى للشيطان وحزبه وأوليائه من سائر الكفار والمشركين والمنافقين وسائر المتمردين المتجبرين من أعدائه الفجار، وأنَّ أهلها في عذاب مقيم أبدي سرمدي مُتجدِّد لا يفنى ولا يبيد، وأنه عذاب دائم مدرار.

٧ - وأن الإيمان الجازم والتصديق التامّ بهما مندرج تحت الإيمان باليوم الآخِر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة.

وقد دل على ذلك أدلَّةٌ كثيرة من الكتاب والسُّنَّة وهي أكثر من أن تحصى:

أما أدلة الكتاب: فمنها قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران: ١٣٣)، وقوله تعالى: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: ٢٤).

وأما الأدلة من السنة: فهي أكثر من تُحْصى كثرة وعددًا، ومن ذلك ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في معراجه حين بلغ سدرة المنتهى والتي رأى جبريلَ- عليه السلام- عندها على صورته الملائكية، فانطلق به حتى رأى عندها جنةَ المأوى، وقد ورد ذكر ذلك في قول الله تعالى: (ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ


(١) - السنة للبربهاري: (ص: ٦).

<<  <   >  >>