للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمة"، فأراد البخاري معارضته بأثر عمر وابن الزبير، وصفوان ونافع وهم من الصحابة، وقوّى ذلك بقصة ثمامة وقد ربط في مسجد المدينة وهي أيضًا حرم فلم يمنع ذلك من الربط فيه، انتهى.

فائدة: قال ابن الهمام (١): لم يكن في عهده - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر - رضي الله عنه - سجن، إنما كان يحبس في المسجد أو الدهليز حتى اشترى عمر - رضي الله عنه - دارًا بمكة بأربعة آلاف درهم واتخذه محبسًا، وقيل: بل لم يكن في عهد عمر ولا عثمان - رضي الله عنهما - أيضًا إلى زمن علي فبناه، [وهو] أول سجن بني في الإسلام.

قال في "الفائق" (٢): إن عليًّا - رضي الله عنه - بنى سجنًا من قصب فسماه نافعًا (٣)، فنقبه اللصوص، وتسيب الناس منه، ثم بنى سجنًا من مدر فسماه مخيسًا، والمخيس: موضع التخييس، وهو التذليل، انتهى، كذا في هامش "اللامع" (٤).

[(٩ - باب في الملازمة)]

ذكر فيه حديث كعب بن مالك أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد دين، وقد تقدم الكلام عليه في أبواب المساجد في باب التقاضي والملازمة في المسجد.

[(١٠ - باب التقاضي)]

أي: المطالبة بالدين، ولا يشكل عليك التكرار بما تقدم في أبواب المساجد من باب التقاضي والملازمة، كما تقدم هناك، ثم البراعة عندي وكذا عند الحافظ في قوله: "فدعني حتى أموت".


(١) "فتح القدير" (٧/ ٢٧٧، ٢٧٨).
(٢) "الفائق في غريب الحديث" (١/ ٣٥٠).
(٣) وفي "الفائق" (١/ ٣٥٠): "مانعًا"، وهو تحريف.
(٤) "اللامع" (٦/ ٣٠٨، ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>