للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٢ - أبواب صلاة الخوف]

عقبها الجمعة؛ لأن كلًّا منهما بدل الصلاة المكتوبة إلا أنَّ التغير في الأول أخف، انتهى من "الفتح" (١).

قلت: وههنا ثمانية أبحاث لطيفة لا بدّ لطالب الحديث النظر فيها، بُسطت في "الأوجز" (٢)، وأشير إليها في هامش "اللامع".

(١ - [باب صلاة الخوف] وقول الله - عز وجل -: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} الآية [النساء: ١٠١])

وفي "تراجم شيخ المشايخ" (٣): حملت الحنفية هذه الآية على السفر، وقيدُ الخوف عندهم اتفاقي، والشافعي - رحمه الله - حملها على الظاهر، وجرى المؤلف على ذلك، وهو الظاهر من سياق كلامه، انتهى.

قلت: يشكل عليه استدلال الشافعية على إباحة القصر دون الوجوب بقوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} فكيف يقال: إنهم حملوها على الخوف؟ وفسَّر الآية صاحب "الجلالين" (٤) وغيره من الشافعية بالسفر، وبسطه في "التفسير الكبير" (٥)، وذكر في تفسيره ثلاثة أقوال، لكن لم ينسب قول الخوف إلى الشافعية، وكذا لم أجد التفريق في الشروح الثلاثة من "الفتح" و"العيني" و"القسطلاني". ثم الظاهر عندي أنّ المصنف اختار من صور صلاة الخوف الصورة التي ذكرت في حديث ابن عمر حديث الباب، وهذه


(١) "فتح الباري" (٢/ ٤٢٩).
(٢) "أوجز المسالك" (٤/ ٥ - ١٨)، و"لامع الدراري" (٤/ ٨٤).
(٣) (ص ٢٧١).
(٤) "الجلالين" (ص ٩٤).
(٥) "التفسير الكبير" (٤/ ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>