للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن المنيِّر: وجه إدخال هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء أن وقوع الزلزلة ونحوها يقع غالبًا مع نزول المطر، وقد تقدم لنزول المطر دعاء يختصه، فأراد المصنف أن يبيِّن أنه لم يثبت على شرطه في القول عند الزلازل ونحوها شيء، انتهى.

وهل يصلى عند وجودها؟ مختلف فيه، قال الموفق (١): قال أصحابنا: يصلي للزلزلة كصلاة الكسوف، وقال أصحاب الرأي: الصلاة لسائر الآيات حسنة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علل الكسوف بأنه آية من آيات الله، وقال مالك والشافعي: لا يصلي لشيء من الآيات سوى الكسوف؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل لغير الكسوف، انتهى مختصرًا من هامش "اللامع" (٢).

(٢٨ - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: ٨٢] قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: شكركم)

قال العيني (٣): وجه إدخال هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء؛ لأن هذه الآية فيمن قالوا: الاستسقاء بالأنواء، انتهى.

كتب الشيخ في "اللامع" (٤): قوله: " {رِزْقَكُمْ} " أي: حظكم وقسطكم، انتهى. وفي هامشه: ذكر هذا التفسير القسطلاني (٥) أيضًا، إذ قال: الرزق بمعنى الشكر في لغة، أو أراد شكر رزقكم الذي هو المطر، ففيه إضمار {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} بمعطيه، وتقولون: مُطرنا بنوء كذا، أو تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن تكذيبكم به، انتهى.

قال الحافظ (٦): قوله: "قال ابن عباس. . ." إلخ، يحتمل أن يكون مراده أن ابن عباس قرأها كذلك، ويشهد له ما رواه سعيد بن منصور: أن


(١) "المغني" (٣/ ٣٣٢).
(٢) "لامع الدراري" (٤/ ١٨٢).
(٣) "عمدة القاري" (٥/ ٢٩٢).
(٤) "لامع الدراري" (٤/ ١٨٣).
(٥) "إرشاد الساري" (٣/ ٧٠).
(٦) "فتح الباري" (٢/ ٥٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>