للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا دلالة فيما وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة على مشروعية ذلك لغيره، إذ الظاهر أن ذلك من خصائصه لاطلاعه على المصلحة في ذلك، بخلاف من بعده - صلى الله عليه وسلم - من الأئمة، انتهى.

[(١٤ - باب الدعاء إذا كثر المطر. . .) إلخ]

في "تراجم شيخ المشايخ" (١): كأن غرضه حصر الدعاء عند كثرة المطر في هذه الألفاظ وأمثالها، وذلك لأن المطر رحمة من الله تبارك وتعالى، فطلب إمساكه مطلقًا ليس بمناسب، بل المناسب استجلاب منافعه واستدفاع مضاره، وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم حوالينا ولا علينا".

(١٥ - باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا)

قال الحافظ (٢): أي: في الخطبة وغيرها، قال ابن بطال (٣): الحكمة فيه كونه حال خشوع وإنابة فيناسبه القيام، وقال غيره: القيام شعار الاعتناء والاهتمام، والدعاء أهم أعمال الاستسقاء فناسبه القيام، ويحتمل أن يكون قام ليراه الناس فيقتدوا بما يصنع، انتهى.

[(١٦ - باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء)]

كتب الشيخ في "اللامع" (٤): وهو مما ذهب إليه الإمام أيضًا، فإنه قال: إن الصلاة وإن لم تكن داخلة في الاستسقاء، لكن الإمام إن صلى جهر بالقراءة، انتهى.

قال العلامة العيني (٥): من فوائد الحديث الجهر بالقراءة في الاستسقاء، وهو مما أجمع عليه الفقهاء، انتهى.


(١) (ص ٢٩٧).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٥١٣).
(٣) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٣/ ١٦).
(٤) "لامع الدراري" (٤/ ١٧٨).
(٥) "عمدة القاري" (٥/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>