للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا في "الفتح" (١) بدون النسبة إلى قائليها، وعزا القول الثالث إلى الجمهور، إلى آخر ما في هامش "اللامع" (٢) فارجع إليه لو شئت.

[(٥ - باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع)]

قال الحافظ (٣): زاد غير أبي ذر: "في العلم" وهو يتعلق بالتنازع والتعمق معًا، كما أن قوله: "والغلو في الدين والبدع" يتناولهما.

وقوله: (لقول الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ. . .} [النساء: ١٧١]) إلخ، صدر الآية يتعلق بفروع الدين، وهي المعبر عنه في الترجمة بالعلم، وما بعده يتعلق بأصوله.

وقال أيضًا (٤) ذيل شرح الأحاديث: قال ابن بطال (٥): في أحاديث الباب ما ترجم له من كراهية التنطع والتنازع لإشارته إلى ذمّ من استمر على الوصال بعد النهي، ولإشارة علي إلى ذمّ من غلا فيه، فادّعى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خصّه بأمور من علم الديانة دون غيره، وإشارته - صلى الله عليه وسلم - إلى ذمّ من شدّد فيما ترخص فيه، وفي قصة بني تميم ذمّ التنازع المؤدي إلى التشاجر، ونسبة أحدهما الآخر إلى قصد مخالفته، فإن فيه إلثمارة إلى ذمّ كل حالة تؤول بصاحبها إلى افتراق الكلمة أو المعادات، وفي حديث عائشة إشارة إلى ذمّ التعسف في المعاني التي خشيتها من قيام أبي بكر مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

قوله: (إني أعلمهم بالله. . .) إلخ، في هامش النسخة المصرية عن شيخ الإسلام (٦): أشار به إلى القوة العلمية.

وقوله: (وأشدهم له خشية) أشار به إلى القوة العملية، أي: يتوهمون أن رغبتهم عما فعلته أفضل لهم عند الله تعالى، وليس كذلك إذ أنا أعلمهم بالأفضل وأولاهم بالعمل به، انتهى.


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٢٧٤).
(٢) "لامع الدراري" (١٠/ ٢٧٨، ٢٧٩).
(٣) "فتح الباري" (١٣/ ٢٧٨).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٢٨٠).
(٥) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٢٤٩).
(٦) "تحفة الباري" (٦/ ٥٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>