للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٨ - باب قوله: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا. . .} [الكهف: ٥٤]) إلخ

ووجه دخول هذه الترجمة عندي ههنا من حيث أنه أشار إلى أنه لا ينبغي للمرء أن يجادل في المجتهدات والمسائل الخلافية، بل ينبغي له التمسك والاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، ذكر المصنف في الباب حديثين: فالأول منهما مطابق للجزء الأول من الترجمة، والثاني للثاني.

قال العيني (١) تحت الحديث الثاني: مطابقته للجزء الثاني للترجمة من حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - بلغ اليهود ودعاهم إلى الإسلام فقالوا: بلَّغت، ولم يذعنوا لطاعته، فبالغ في تبليغهم وكرّره، وهذه مجادلة بالتي هي أحسن، انتهى.

وذكره الحافظ أيضًا في "الفتح" (٢) وعزاه إلى المهلب.

(١٩ - باب قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا. . .} [البقرة: ١٤٣]) إلخ

قد تقدم قريبًا في "باب ما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحضّ على اتفاق أهل العلم. . ." إلخ، أن غرض الإمام البخاري بهذا الباب عند هذا العبد الضعيف: إثبات حجِّية الإجماع، وهكذا في تقرير شيخ الهند إذ قال: لعل غرض البخاري من هذا الباب بيان أن هذه الأمة مرحومة، وقولهم معتبر في الدنيا كما أن شهادتهم مقبولة في العقبى، وهذا إشارة إلى حجية الإجماع الذي هو أصل رابع في الدين، والله تعالى أعلم.

قلت: وبهذه الآية استدل أهل الأصول على حجية الإجماع كما قال الكرماني (٣).

وقال القسطلاني (٤): والاستدلال بالآية على أن الإجماع حجة؛


(١) "عمدة القاري" (١٦/ ٥٥٣).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٣١٥).
(٣) "شرح الكرماني" (٢٥/ ٧٥).
(٤) "إرشاد الساري" (١٥/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>