للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحافظ (١): ذكر فيه حديثين: أحدهما: حديث أبي سعيد بن المعلى في أنها أعظم سورة في القرآن، والمراد بالعظم عظم القدر بالثواب المرتب على قراءتها، وإن كان غيرها أطول منها، وذلك لما اشتملت عليه من المعاني المناسبة لذلك، ثانيهما: حديث أبي سعيد الخدري في الرقية بفاتحة الكتاب، وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب الإجارة، وهو ظاهر الدلالة على فضل الفاتحة، قال القرطبي: اختصت الفاتحة بأنها مبدأ القرآن وحاوية لجميع علومه لاحتوائها على الثناء على الله والإقرار بعبادته والإخلاص له وسؤال الهداية منه والإشارة إلى الاعتراف بالعجز عن القيام بنعمه وإلى شأن المعاد وبيان عاقبة الجاحدين إلى غير ذلك مما يقتضي أنها كلها موضع الرقية، وذكر الروياني في "البحر": أن البسملة أفضل آيات القرآن، وتعقب بحديث آية الكرسي وهو الصحيح، انتهى.

وقال العلامة القسطلاني (٢): قال علي: لو أردت أن أملي (٣) وقر بعير على الفاتحة لفعلت، انتهى.

[(١٠ - فضل البقرة)]

كذا في النسخة "الهندية" بدون لفظ "باب" وهكذا في نسخة "القسطلاني"، وفي نسخة الحافظين ابن حجر والعيني: "باب فضل سورة البقرة".

ذكر المصنف فيه حديثين وقع في الأول منهما قوله: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" قال الحافظ (٤): قوله: "كفتاه" أي: أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقًا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل معناه: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالًا، وقيل معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: شر الشيطان، وقيل: دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل


(١) "فتح الباري" (٩/ ٥٤).
(٢) "إرشاد الساري" (١١/ ٣٢٣).
(٣) الوقر، بالكسر: الحمل الثقيل.
(٤) "فتح الباري" (٩/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>