للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حديث ابن عباس: عاش بعدها تسع ليال، وعن مقاتل: سبعًا وعن بعضهم: ثلاثًا، وقيل: ثلاث ساعات وهو باطل، وأخرجه ابن أبي داود في "كتاب المصاحف" بإسناد صحيح عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: إذا جاء فتح الله والنصر.

وقال الحافظ (١) أيضًا في شرح حديث الباب: قوله: "يتأول القرآن" أي: يجعل ما أمر به من التسبيح والتحميد والاستغفار في أشرف الأوقات والأحوال، وقد أخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن مسروق عن عائشة فزاد فيه: "علامة في أمتي أمرني ربي إذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيت جاء نصر الله والفتح فتح مكة، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا"، وقال ابن القيم في "الهدي": كأنه أخذه من قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْهُ} لأنه كان يجعل الاستغفار في خواتم الأمور فيقول إذا سلم من الصلاة: "أستغفر الله" ثلاثًا، وإذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك"، وورد الأمر بالاستغفار عند انقضاء المناسك: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} الآية [البقرة: ١٩٩]، قلت: ويؤخذ أيضًا من قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} فقد كان يقول عند انقضاء الوضوء: "اللهم اجعلني من التوابين"، انتهى.

(١ - باب قوله: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: ٢])

وثبت لفظ "باب" لأبي ذر، ثم قال في تفسير الآية: قوله: {أَفْوَاجًا} أي: جماعات بعد ما كان يدخل فيه واحد واحد، وذلك بعد فتح مكة جاء العرب من أقطار الأرض طائعين، ونصب {أَفْوَاجًا} على الحال من فاعل {يَدْخُلُونَ}، انتهى (٢).


(١) "فتح الباري" (٨/ ٧٣٤).
(٢) انظر: "إرشاد الساري" (١١/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>