للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٩ - باب قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: ١٢٨])

قال الحافظ (١): سقط "باب" لغير أبي ذر، وتقدم هذا الباب أيضًا في المغازي وتقدم هناك شرحه.

(١٠ - باب قوله: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: ١٥٣] وهو تأنيث آخركم)

قال الحافظ (٢): كذا وقع فيه، وهو تابع لأبي عبيدة فإنه قال: {أُخْرَاكُمْ}: آخركم، وفيه نظر لأن أخرى تأنيث آخر بفتح الخاء لا كسرها، وقد حكى الفراء أن من العرب من يقول: في أخراتكم بزيادة المثناة، وهكذا قال العيني (٣).

وفي شرح القسطلاني (٤): وتعقبه في "المصابيح" فقال: نظر البخاري أدق من هذا، وذلك أنه لو جعل أخرى ها هنا تأنيثًا لآخر بفتح الخاء لم يكن فيه دلالة على التأخر الوجودي وذلك لأنه أميتت دلالته على هذا المعنى بحسب العرف، وصار إنما يدل على الوجهين بالمغايرة فقط، تقول: مررت برجل حسن ورجل آخر، أي: مغاير للأول وليس المراد تأخره في الوجود عن السابق، والمراد في الآية الدلالة على التأخر فلذلك قال: "تأنيث آخركم" بكسر الخاء لتصير أخرى دالة على التأخر كما في {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ} [الأعراف: ٣٩] أي: المتقدمة للمتأخرة، واستعماله في هذا المعنى موجود في كلامهم بل هو الأصل، انتهى.

وسيأتي توجيه هذا الإيراد في كلام الشيخ قُدِّس سرُّه أيضًا قريبًا، قلت: وتقدم التبويب بصدر هذه الآية أعني {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٢٦).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٢٧).
(٣) "عمدة القاري" (١٢/ ٥٠٤).
(٤) "إرشاد الساري" (١٠/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>