للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٥٥ - باب الدعاء للمتزوج)]

قال العلامة النووي في "الأذكار" (١) بعد ذكر حديث الباب: وروينا بالأسانيد الصحيحة في "سنن أبي داود" و"الترمذي" و"ابن ماجه" وغيرها عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفَّأ الإنسان، أي: إذا تزوج قال: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، ويكره أن يقال له: بالرِّفاء والبنين إلى آخر ما قال.

[(٥٦ - باب ما يقول إذا أتى أهله)]

ذكر فيه حديث ابن عباس، وفي لفظه ما يقتضي أن القول المذكور يشرع عند إرادة الجماع، فيرفع احتمال ظاهر الحديث أنه يشرع عند الشروع في الجماع، وقد تقدم شرحه مستوفى في "كتاب النكاح"، انتهى (٢).

[(٥٧ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آتنا في الدنيا حسنة")]

قال الحافظ (٣): قد اختلفت عبارات السلف في تفسير الحسنة، ثم قال بعد ذكر عدة أقوال: قال الشيخ عماد الدين بن كثير: الحسنة في الدنيا تشمل كلّ مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجةٍ حسنةٍ وولدٍ بارٍّ ورزقٍ واسعٍ وعلمٍ نافعٍ وعمل صالحٍ ومركبٍ هنيءٍ وثناءٍ جميلٍ، إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا، وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة، وأما الوقاية من عذاب النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات، انتهى.


(١) "الأذكار" (ص ٤٠٦).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ١٩١).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>