للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القسطلاني (١): البلاء بفتح الموحدة مع المد ويجوز الكسر مع القصر: وهو الحالة التي يمتحن بها الإنسان وتشق عليه بحيث يتمنى فيها الموت ويختاره عليها، وعن ابن عمر: جهد البلاء قلة المال وكثرة العيال، انتهى.

قوله: (ودرك الشقاء. . .) إلخ، قال القاري في "المرقاة" (٢): الشقاء بفتح الشين بمعنى الشقاوة نقيض السعادة، ويجيئ بمعنى التعب كقوله تعالى {طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: ١، ٢]، إلى آخر ما بسط في شرح هذا اللفظ.

قلت: وكذا ضبط لفظ الشقاء بفتح الشين في كتب اللغة.

(٣٠ - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهم الرفيق الأعلى)

وهكذا في نسخة الشروح سوى نسخة الحافظ، فإن فيها بابًا بلا ترجمة. قال العيني (٣): ووقع في رواية الأكثرين لفظ "باب" مجردًا عن الترجمة، وفيه: "اللَّهم الرفيق الأعلى"، والرفيق منصوب على تقدير: اخترتُ الرفيقَ الأعلى، وقال الداودي: الرفيق الأعلى الجنة، وقيل: جماعة الأنبياء الذي يسكنون أعلى عليين، انتهى.

وقال الكرماني (٤): أي: اخترت الموت المؤدّي إلى رفاقة الملأ الأعلى من الملائكة أو الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، انتهى.

وتقدم الكلام على هذا الحديث في آخر "المغازي" في "باب آخر ما تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -".


(١) "إرشاد الساري" (١٣/ ٤٠٨).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٥/ ٣١٢).
(٣) "عمدة القاري" (١٥/ ٤٤٨).
(٤) "شرح الكرماني" (٢٢/ ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>