للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن تخريج كونهما بمعنى واحد على أن التوديع مبالغة في الودع لأن من ودعك مفارقًا فقد بالغ في تركك.

قوله: (قالت امرأة: يا رسول الله ما أرى صاحبك إلا أبطأك) هذا السياق يصلح أن يكون خطاب خديجة دون الخطاب الأول، فإنه يصلح أن يكون خطاب حمالة الحطب لتعبيرها بالشيطان والترك ومخاطبتها بمحمد، بخلاف هذه فقالت: صاحبك، وقالت: أبطأ، وقالت: يا رسول الله، وجوَّز الكرماني أن يكون من تصرف الرواة، وهو موجه لأن مخرج الطريقين واحد، وقوله: "أبطأك" أي: صيرك بطيئًا في القراءة لأن بطأه في الإقراء يستلزم بطأ الآخر في القراءة، ووقع في رواية: "إلا أبطأ عنك"، انتهى من "الفتح" (١).

(٩٤) سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

بسم الله الرحمن الرحيم

وفي نسخ الشروح الثلاثة: "سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} ".

قال الحافظ (٢): كذا لأبي ذر، وللباقين: " {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} " حسب، انتهى.

قال العيني (٣): وهي مكية، انتهى.

قوله: (قال ابن عيينة: أي إن مع ذلك العسر يسرًا آخر، كقوله: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [لتوبة: ٥٢]) قال الحافظ (٤): وهذا مصير من ابن عيينة إلى اتباع النحاة في قولهم: إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى، وموقع التشبيه أنه كما ثبت للمؤمنين تعدد الحسنى كذا ثبت لهم تعدد اليسر، أو أنه ذهب إلى أن المراد بأحد اليسرين الظفر وبالآخر الثواب فلا بد للمؤمن من أحدهما، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٧١١).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٧١١).
(٣) "عمدة القاري" (١٣/ ٤٩٣).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٧١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>