للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهما على ما ذكره القرطبي: أن مراده بقوله: "ما كشفت" أي: بزنا.

قال الحافظ (١): وفيه نظر، لأن في رواية سعيد بن هلال عن هشام في قصة الإفك قال: والله ما أصبت امرأة قط حلالًا ولا حرامًا، فالذي يظهر أن مراده بالنفي المذكور ما قبل هذه القصة، ولا مانع أن يتزوج بعد ذلك، انتهى.

قوله: (حدثني مسروق قال: حدثتني أم رومان. . .) إلخ، قال القسطلاني (٢): اعترض الخطيب، وتبعه جماعة على هذا الحديث بأن مسروقًا لم يسمع من أم رومان؛ لأنها توفيت في زمنه - صلى الله عليه وسلم - وسن مسروق إذ ذاك كان ست سنين، فالظاهر أنه مرسل، وأجاب الحافظ في "المقدمة": بأن الواقعة في البخاري هو الصواب؛ لأن راوي وفاة أم رومان في سنة ست علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف كما نبّه عليه البخاري في "تاريخه الأوسط" و"الصغير"، وحديث مسروق أصح إسنادًا، وقد جزم إبراهيم الحربي الحافظ بأن مسروقًا إنما سمع من أم رومان في خلافة عمر، وقال أبو نعيم الأصبهاني: عاشت أم رومان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - دهرًا، وقال أيضًا في موضع آخر (٣): قيل: إن أم رومان توفيت في زمنه - صلى الله عليه وسلم - أربع أو خمس أو ست، ومسروق لم يدركها، لأنه لم يقدم من اليمن إلا بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - في خلافة أبي بكر وعمر، وهذا ما ذكره الواقدي، وما في الصحيح أصح، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقًا سمع من أم رومان وله خمس عشرة سنة، فيكون سماعه في خلافة عمر؛ لأن مولد مسروق كان في سنة الهجرة، انتهى.

[(٣٥ - باب غزوة الحديبية. . .) إلخ]

قال الحافظ (٤): في رواية أبي ذر عن الكشميهني: "عمرة" بدل غزوة،


(١) "فتح الباري" (٨/ ٤٦٢).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٥٢٣).
(٣) "إرشاد الساري" (٩/ ٢١٦، ٢١٧).
(٤) "فتح الباري" (٧/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>