للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٢٩ - باب فضل السجود)]

ولم يذكر فضل الركوع؛ لأنه لم يشرع مستقلًا، وفي هامش "اللامع": اعلم أن الإمام البخاري أفرد من جملة أركان الصلاة بفضل السجود خاصة بابًا مفردًا، إما إشارة إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، أو لأن للسجود وجودًا مستقلًا في جميع أجزاء الصلاة وهو في سجدة التلاوة عند الجميع، وفي سجدة الشكر والسجدة عند الآيات كما ترجم به أبو داود عند القائلين بهما ولم أر من تعرض لذلك من الشرَّاح إلا ما يستأنس من القسطلاني (١) إذ قال: قوله: "حرَّم الله على النار"، هذا موضع الترجمة، واستشهد له ابن بطال لحديث "أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد"، وهو واضح، وقال تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: ١٩]، وقال بعضهم: إن الله تعالى يباهي بالساجدين من عبيده ملائكته المقربين، الحديث.

[(١٣٠ - باب يبدي ضبعيه. . .) إلخ]

قال الحافظ (٢): تقدم قبيل أبواب القبلة أنه وقع في كثير من النسخ وقوع هاتين الترجمتين هذه والتي بعدها هناك وأعيدا ها هنا وأن الصواب إثباتهما هنا، وذكرنا توجيه ذلك بما يغني عن إعادته، انتهى.

قلت: وقد تقدم البسط في ذلك هناك.

[(١٣١ - باب يستقبل بأطراف رجليه القبلة)]

قال القسطلاني (٣): هذا الباب والذي قبله ثبتا في الفرع كأصله، وفي كثير من الأصول، وسقطا في بعضها.

قال الكرماني (٤): لأنهما ذكرا مرة قبل "باب فضل استقبال القبلة"،


(١) "إرشاد الساري" (٢/ ٥٢٤).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٢٩٥).
(٣) "إرشاد الساري" (٢/ ٥٢٩).
(٤) "شرح الكرماني" (٥/ ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>