للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٨ - باب فضل من جهّز غازيًا أو خلفه بخير)

قال الحافظ (١): "جهّز" أي: هيّأ له أسباب سفره، "أو خَلَفه" بفتح المعجمة واللام الخفيفة، أي: قام بحال من يتركه، ومطابقة حديث أنس للترجمة من جهة قوله: "أو خلفه في أهله" لأن ذلك أعم من أن يكون في حياته أو بعد موته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجبر قلب أم سليم بزيارتها، ويعلل ذلك لأن أخاها قتل معه، ففيه أنه خلفه في أهله بخير بعد وفاته، وذلك من حسن عهده - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

وذكر الشيخ قُدِّس سرُّه وجه المطابقة بنوع آخر فقال: ويمكن أن تكون أم سليم خليفة من أخيها على أهله وأولاده بعد خروجه إلى القتال فيكون إيراد الرواية ههنا لذلك، انتهى (٢).

وقال القسطلاني (٣): فإن قلت: هل من جهّز غازيًا على الكمال ويخلفه بخير في أهله له أجر غازيين أو غاز واحد؟ أجاب ابن أبي جمرة: بأن ظاهر اللفظ يفيد أن له أجر غازيين؛ لأنه عليه الصلاة والسلام جعل كل فعل مستقلًا بنفسه غير مرتبط بغيره، انتهى.

ثم في رواية لمسلم (٤) أن رسول الله بعث بعثًا وقال: "ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما"، وفي رواية له: "وأيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير، كان له مثل نصف أجر الخارج"، وذكر الحافظ (٥) وجه الجمع فارجع إليه لو شئت.

[(٣٩ - باب التحنط عند القتال)]

أي: استعمال الحنوط وهو ما يطيب به الميت، وقد تقدم بيانه في كتاب الجنائز (٦)، انتهى من "القسطلاني" (٧). قال الأزهري: يدخل فيه


(١) "فتح الباري" (٦/ ٥٠، ٥١).
(٢) "لامع الدراري" (٧/ ٢٢٢).
(٣) "إرشاد الساري" (٦/ ٣٧٥).
(٤) "صحيح مسلم" (ح: ١٨٩٦).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ٥٠).
(٦) كتاب الجنائز، باب (٢٠).
(٧) "إرشاد الساري" (٦/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>