للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن قالوا له: يا عار المؤمنين! فقال - رضي الله عنه -: "العار خير من النار"، وفي الحديث أيضًا دلالة على رأفة معاوية بالرعية وشفقته على المسلمين وقوة نظره في تدبير الملك ونظره في العواقب، انتهى من "القسطلاني" (١).

وبسط الحافظ (٢) الكلام على فوائد الحديث، وتقدمت هذه الترجمة بهذا اللفظ في "كتاب الصلح"، ولا يتوهم التكرار فإن ذكره هناك من حيث الصلح، وههنا لمناسبة الفتنة، إذ الصلح كان لدفع الفتنة.

(٢١ - باب إذا قال عند قوم شيئًا ثم خرج فقال بخلافه)

قال الحافظ (٣): ذكر فيه حديث ابن عمر: "ينصب لكل غادر لواء"، وفيه قصة لابن عمر في بيعة يزيد بن معاوية، وحديث أبي برزة في إنكاره على الذين يقاتلون على الملك من أجل الدنيا، وحديث حذيفة في المنافقين، ومطابقة الأخير للترجمة ظاهرة، ومطابقة الأول لها من جهة أن في القول في الغيبة بخلاف ما في الحضور نوع غدر، وسيأتي في "كتاب الأحكام" ترجمة ما يكره من ثناء السلطان فإذا خرج قال غير ذلك، وذكر فيه قول ابن عمر لمن سأله عن القول عند الأمراء بخلاف ما يقال بعد الخروج عنهم: كنا نعده نفاقًا، ومطابقة الثاني من جهة أن الذين عابهم أبو برزة كانوا يظهرون أنهم يقاتلون لأجل القيام بأمر الدين ونصر الحق، وكانوا في الباطن إنما يقاتلون لأجل الدنيا، انتهى.

قلت: وسيأتي معنى هذه الترجمة في "كتاب الأحكام" ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك، ويأتي الفرق هناك.


(١) "إرشاد الساري" (١٥/ ٦٥).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٦٧).
(٣) "فتح الباري" (١٣/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>