للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢٥ - باب إذا قال الإمام: مكانكم انتظروه)]

في "تراجم شيخ المشايخ" (١): أي: ينبغي أن ينتظروه ولا يقيموا مقامه إمامًا آخر، ولا يتفرقوا من موافقهم، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (٢): يعني: أنه إذا خرج لأجل الضرورة فإن لهم انتظاره إذا كانوا على رصدة من عوده سواء كانت على قوله أو على شيء من القرائن، وأما إذا ذهب ولا يدري بحاله فإن لهم أن يصلوا ويؤمهم غيره، انتهى.

وهكذا ذكره الشرَّاح في فوائد الحديث، وما يظهر لهذا العبد الضعيف أن الإمام البخاري أشار بالترجمة إلى مسألة أخرى، وهي أنهم إن لم يستخلفوا أحدًا انتظروه قيامًا، والصلاة في هذه الصورة تفسد عندنا الحنفية؛ إذ بقوا خاليًا كما بسط في الفروع، وكذا عند مالك فالإمام البخاري يكون ممن قال: إنهم يمكثون قيامًا منتظرين إلا أن حديث البخاري ليس فيه دخوله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، انتهى.

[(٢٦ - باب قول الرجل: ما صلينا)]

كذا في أكثر النسخ، وفي نسخة الحافظ: "باب قول الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما صلينا"، في "تراجم شيخ المشايخ" (٣): الاهتمام بإثبات ذلك لأجل ما ذهب إليه بعض العلماء من كراهة التكلم بمثل فاتتنا الصلاة أو ما صلينا كما سبق مثل ذلك، لكن لو استدل على ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما صليتها" لكان أنسب؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - صرح بلفظ: "ما صليت"، انتهى.

قال الحافظ (٤): قال ابن بطال: فيه رد لقول إبراهيم النخعي: يكره أن


(١) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٢٠٤).
(٢) "لامع الدراري" (٣/ ١١٨).
(٣) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٢٠٥).
(٤) "فتح الباري" (٢/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>