للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلامة العيني (١): وفي بعض النسخ: "ومن سورة الجاثية" وهي مكية لا خلاف فيها، انتهى.

(باب: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤])

هكذا في النسخ الهندية و"الفتح" و"القسطلاني"، وفي نسخة "العيني" بغير لفظ "باب"، قال (٢): وفي بعض النسخ "باب" انتهى.

قال القسطلاني (٣) في تفسير الآية: أي وما يفنينا إلا مرّ الزمان وطول العمر واختلاف الليل والنهار، وقال في شرح قوله: "وأنا الدهر. . ." إلخ: روى نصب الدهر، أي: أقلب الليل والنهار في الدهر، والرفع كما مر أوجه، أي: أنا خالق الدهر، قال في "شرح المشكاة": لأنه لا طائل تحته على تقدير النصب؛ لأن تقديم الظرف إما للاهتمام أو للاختصاص، ولا يقتضي المقام ذلك لأن الكلام مفرغ في شأن المتكلم لا في الظرف، ولهذا عرف الخبر لإفادة الحصر فكأنه قيل: أنا أقلب الليل والنهار لا ما تنسبونه إليه، قيل: الدهر الثاني غير الأول، وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل ومعناه: أنا الداهر المصرف المدبر المقدر لما يحدث فإذا سبّ ابن آدم الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبّه إليّ لأني فاعلها، وإنما الدهر زمان جعلته ظرفًا لمواقع الأمور، قاله الشافعي والخطابي وغيرهما، وهذا مذهب الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب المنكرين للمعاد والفلاسفة الدهرية الدورية المنكرين للصانع المعتقدين أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه، وكابروا المعقول وكذبوا المنقول، قال ابن كثير: وقد غلط ابن حزم ومن نحا نحوه من الظاهرية في عدّهم الدهر من الأسماء الحسنى أخذًا من هذا الحديث، وهذا الحديث أخرجه المؤلف أيضًا في التوحيد، ومسلم وأبو داود وفي الأدب، والنسائي في التفسير، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٠٥).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٠٥).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>