للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس بها وأظهر ليتأهبوا لها الأهبة، ويستعدوا لبعد السفر وشدة الزمان، وفي "المنتقى": استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وقيل: محمد بن مسلمة، انتهى.

وقال الدمياطي: استخلاف محمد بن مسلمة هو أثبت عندنا ممن قال استخلف غيره، وفي "المواهب اللدنية": أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكل بطن من الأنصار والقبائل من العرب أن يتخذوا لواء وراية، وكان معه ثلاثون ألفًا، وعند أبي زرعة سبعون ألفًا، وفي رواية عنه أيضًا أربعون ألفًا، وكانت الخيل عشرة آلاف فرس، وفي كل منزل نزله اتخذ مسجدًا، وجميعها معروفة إلى مسجد تبوك، انتهى مختصرًا.

وقال الحافظ (١): في شرح قوله: "ولا يجمعهم كتاب حافظ" المذكور في حديث الباب: وللحاكم في "الإكليل" من حديث معاذ: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفًا"، وبهذه العدة جزم ابن إسحاق، وأورده الواقدي بسند آخر موصول وزاد: "أنه كان معهم عشرة آلاف فرس"، وقد نقل عن أبي زرعة أنهم كانوا أربعين ألفًا، ولا تخالف رواية "الإكليل" "أكثر من ثلاثين ألفًا" لاحتمال أن يكون من قال: أربعين ألفًا جبر الكسر، انتهى.

[(٧٩ - باب حديث كعب بن مالك)]

قال العيني (٢): هو كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السلمي ينتهي نسبه إلى الخزرج، يكنى أبا عبد الله، شهد العقبة الثانية، واختلف في شهوده بدرًا، وشهد أُحدًا والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلَّف عنها، وكان أحد الشعراء في الجاهلية، وتوفي في خلافة معاوية سنة خمسين، وقيل: ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي


(١) "فتح الباري" (٨/ ١١٧، ١١٨).
(٢) "عمدة القاري" (١٢/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>