للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الرجال والنساء والأطفال تغرق فيهلكون جميعًا، ومثله الدار الكبيرة تحرق، والرفقة الكثيرة تخرج عليها قطاع الطريق فيهلكون جميعًا أو أكثرهم، والبلد من بلاد المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهلها، وقد وقع ذلك من الخوارج قديمًا، ثم من القرامطة، ثم من التتر أخيرًا، والله المستعان، انتهى.

وقال أيضًا (١): وجنح ابن أبي جمرة (٢) إلى أن الذين يقع لهم ذلك بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأما من أمر ونهى فهم المؤمنون حقًا لا يرسل الله عليهم العذاب بل يدفع بهم العذاب، إلى آخر ما بسط.

ثم قال: ومقتضى كلامه أن أهل الطاعة لا يصيبهم العذاب في الدنيا بجريرة العصاة، وإلى ذلك جنح القرطبي، وما قدمناه قريبًا أشبه بظاهر الحديث، وإلى نحوه مال القاضي ابن العربي، انتهى.

[(٢٠ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد. . .) إلخ]

كذا في النسخ الهندية، وفي نسخة "الفتح": "لسيد" بزيادة اللام.

قال الحافظ (٣): ولم أر في شيء من طرق المتن "لسيد" باللام كما وقع في هذه الترجمة، انتهى.

قوله: (بين فئتين من المسلمين) أي: طائفة الحسن وطائفة معاوية - رضي الله عنهما -، وفيه علم من أعلام نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فقد ترك الحسن الملك ورعًا ورغبة فيما عند الله، ولم يكن ذلك لعلة ولا لقلة ولا لذلة، بل صالح معاوية رعايةً للدين وتسكينًا للفتنة وحقن دماء المسلمين، روي أن أصحاب


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٦١).
(٢) "بهجة النفوس" (٤/ ٢٦٦).
(٣) "فتح الباري" (١٣/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>