للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو يخدمه على سبيل الإخلاص وسيده يعينه على مهماته، هذا "مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق" قاله مجاهد فيما وصله الفريابي، انتهى من "القسطلاني" (١).

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٢): وتفسير السالم بالصالح مبني على أن العبد المشترك بين اثنين لا يبقى صالحًا لكل من الشركاء، ولا يبعد أن يقال: صلاح الغلام كناية عن صلاح الموالي، فإن الناس على دين ملوكهم، والرجل على سيرة صاحبه، فيؤثر صلاح الموالي في صلاح العبد، وكذلك عدمه في عدمه، فصار المعنى أن العبد إما أن يكون مشتركًا بين اثنين متشاكسين أو لا، فإما أن لا يكون مشتركًا أصلًا أو يكون مشتركًا بين اثنين صالحين، فشقا الترديد الآخران داخلان في قوله: {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} يعني: أنه يكون صالحًا، ثم بعد ذلك تحصل له فاصلة وهي كونه لواحد لا مشتركًا فيه بين كثيرين، انتهى.

(١ - باب قوله: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية [الزمر: ٥٣])

ذكر فيه حديث ابن عباس: "إن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا".

قال القسطلاني (٣): سمّى الواقدي منهم وحشي بن حرب قاتل حمزة، وكذا هو عند الطبراني عن ابن عباس من وجه آخر، انتهى.

زاد الحافظ (٤): وأنه لما قال ذلك نزلت: {إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} الآية [الفرقان: ٧٠]، فقال: هذا شرط شديد، فنزلت: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، وروى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر قال: "اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة


(١) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٥).
(٢) "لامع الدراري" (٩/ ١٥٦).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٧).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٥٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>