للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صاحب "الفيض" (١): وهذا البابُ غريبٌ في سلسلة ذكر الملائكة، إلَّا أنه أدخله في أضعاف ذكرهم لفائدةٍ، وهي: أنهم موكَّلُون على قول: آمين أيضًا، انتهى.

قلت: وأول حديث هذا الباب حديث عائشة: "حشوت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسادة"، الحديث، يخالفه ما تقدم في "باب كسر الدنان" من قول عائشة: "فاتخذت منه نمرقتين"، وتقدم الكلام عليه في الباب المذكور من "أبواب المظالم والقصاص"، فكن منه على ذكر.

[(٨ - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة. . .) إلخ]

أي: موجودة الآن، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم من المعتزلة أنها لا توجد إلا يوم القيامة، وقد ذكر المصنف في الباب أحاديث كثيرة دالة على ما ترجم به، فمنها ما يتعلق بكونها موجودة الآن، ومنها ما يتعلق بصفتها، وأصرح مما ذكره في ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها" الحديث (٢)، وهكذا قال العيني (٣): فيه رد على المعتزلة حيث قالوا: إنها لا توجد إلا يوم القيامة، وكذلك قالوا في النار: إنها تخلق يوم القيامة، انتهى.

قلت: ولذا قال في "باب صفة النار": إنها مخلوقة، كما سيأتي.

قوله: (لكل امرئ منهم زوجتان) كتب الشيخ في "اللامع" (٤): يصح إرجاع الضمير إلى الفريقين جميعًا، وإلى الثانية منهما، انتهى.

قلت: ما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه محتمل، وعلى الاحتمال الثاني يكون للفريق الأول أكثر من ثنتين.


(١) "فيض الباري" (٤/ ٣١٥).
(٢) انظر: "فتح الباري" (٦/ ٣٢٠).
(٣) "عمدة القاري" (١٠/ ٥٩٣).
(٤) "لامع الدراري" (٧/ ٣٥٣ - ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>