للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العيني والقسطلاني (١): ذكرها استطرادًا على عادته لأدنى ملابسة تكثيرًا للفائدة، انتهى.

وتقدم ما قال الحافظ في وجه مناسبة ذكرها، ويمكن عند هذا العبد الضعيف: أن يقال: إنه قد تقرر في محله أن للشمس والقمر وبعض النجوم تأثيرًا في نضج الثمار وإحداث النضارة واللذة فيها، فتأمل فإنه لطيف.

[(٤ - باب صفة الشمس والقمر بحسبان)]

أي: تفسير ذلك، وقوله: "قال مجاهد: بحسبان كحسبان الرحى. . ." إلخ، قال الكرماني (٢): أراد أنهما يجريان على حسب الحركة الرحوية والدورية وعلى وضعها، "ولا يعدوانها": لا يتجاوزانها، انتهى.

زاد الحافظ (٣) بعد قوله: "على حسب الحركة الرحوية": "وقال غيره: بحساب ومنازل لا يعدوانها"، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (٤): يعني بذلك: أنهما لا يتخلفان عما هو مقرر لهما كالرحى لا يمكن دورانها على غير ما هو معين في دورانها من القرب والبعد من القطب، انتهى.

وفي تقرير مولانا محمد حسن المكي: التشبيه في الجري على وضع واحد وموضع واحد لا يمكن أن يتغير عنه، وإلا فحركة الشمس والقمر دولابي، فمآل هذا التفسير والتفسير الثاني واحد، انتهى.

وهكذا في "اللامع" إذ قال: قوله: "وقال غيره" ليس المراد أن بينهما اختلافًا، بل المراد نقل قول كل منهما وإن كان المؤدى واحدًا، انتهى.

وسيأتي الكلام أيضًا على هذا القول في محله في تفسير سورة الرحمن من "كتاب التفسير".


(١) "عمدة القاري" (١٠/ ٥٥١)، "إرشاد الساري" (٧/ ١٣٨).
(٢) "شرح الكرماني" (١٣/ ١٥٨).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٢٩٨).
(٤) "لامع الدراري" (٧/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>