للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (زبورا) هو اسم الكتاب الذي أنزل الله عليه، وروي عن ابن عباس أنه قال: أنزل الله الزبور على داود - عليه السلام - مائة وخمسين سورة بالعبرانية، في خمسين منها ما يلقونه من بخت نصر، وفي خمسين ما يلقونه من الروم، وفي خمسين مواعظ وحكم، ولم يكن فيه حلال ولا حرام ولا حدود ولا أحكام، وروي أنه نزل عليه في شهر رمضان، انتهى.

قوله: (بسطة: زيادة وفضلًا) أي: في قوله تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة: ٢٤٧]. وهذه الكلمة في قصة طالوت، وكأنه ذكرها لما كان آخرها متعلقًا بداود، فلمح بشيء من قصة طالوت، وقد قصَّها الله في القرآن، قاله الحافظ (١).

[(٣٨ - باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود. . .) إلخ]

يشير إلى الحديث المذكور قبله (٢).

(٣٩ - باب {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ. . .} [ص: ١٧]) إلخ

{الْأَيْدِ}: القوة، وكان داود موصوفًا بفرط الشجاعة.

قوله: (قال مجاهد: الفهم في القضاء) أي: المراد بفصل الخطاب، وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي بشر عن مجاهد قال: {الْحِكْمَةَ}: الصواب، ومن طريق ليث عن مجاهد: {فَصْلَ الْخِطَابِ}: إصابة القضاء وفهمه، ومن طريق بن جريج عن مجاهد قال: {فَصْلَ الْخِطَابِ}: العدل في الحكم وما قال من شيء أنفذه، وقال الشعبي: {فَصْلَ الْخِطَابِ}: قوله: أما بعد، وفي ذلك حديث مسند من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده قال: "أول من قال: أما بعد: داود النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو فصل الخطاب"، أخرجه ابن أبي حاتم، وروى ابن أبي حاتم من طريق شريح قال: {فَصْلَ الْخِطَابِ}: الشهود والأيمان، انتهى من "الفتح" (٣).


(١) "فتح الباري" (٦/ ٤٥٤).
(٢) انظر: "فتح الباري" (٦/ ٤٥٥).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٤٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>