للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (أَوْلَمَ على بعض نسائه بمُدَّين من شَعير) قال الحافظ (١): لم أقف على تعيين اسمها صريحًا، وأقرب ما يفسر به أم سلمة فقد أخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بسند له إلى أم سلمة قال: لما خطبني النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر قصة تزويجه بها فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة، فإذا جرة فيها شيء من شعير فأخذته فطحنتُه ثم عَصَدْتُه في البُرْمَةِ، وأخذت شيئًا من إهالة فأدمته، فكان ذلك طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق شريك عن حميد عن أنس قال: "أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة بتمر وسمن" فهو وهم من شريك لأنه كان سيئ الحفظ أو من الراوي عنه وهو جَنْدَل بن والِقٍ، فإِنّ مسلمًا والبزار ضعّفاه، وإنما المحفوظ من حديث حميد عن أنس أن ذلك في قصة صفية (٢)، كذلك أخرجه النسائي، وهذا الحديث مرسل لأن صفية (٣) ليست بصحابية، أو صحابية لكنها لم تحضر القصة لأنها كانت بمكة طفلة، أو لم تولد وتزويج المرأة كان بالمدينة، إلى آخر ما بسط الكلام عليه.

(٧١ - باب حقّ إجابة الوليمة والدعوة)

قال القسطلاني (٤): أي: وجوب الإجابة إلى طعام العرس والدعوة بفتح الدال على المشهور، وهي أعم من الوليمة لأن الوليمة خاصة بالعرس، كما نقله ابن عبد البر عن أهل اللغة، ونقل عن الخليل وثعلب وجزم به الجوهري وابن الأثير، وعلى هذا فيكون قوله: "والدعوة" من عطف العام على الخاص، انتهى.

وبسط الحافظ (٥) الكلام على تحقيق الوليمة لغة، وذكر أيضًا: قال النووي تبعًا لعياض: إن الولائم ثمانية، ثم بسط أسماءها مع وجه تسميتها،


(١) "فتح الباري" (٩/ ٢٣٩ - ٢٤٠).
(٢) أي: بنت حي زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) أي: بنت شيبة.
(٤) "إرشاد الساري" (١١/ ٥١٧).
(٥) "فتح الباري" (٩/ ٢٤١ - ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>