للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٨ - باب إذا كلَّم وهو يصلي. . .) إلخ

قال الحافظ في الترجمة الآتية (١): قال ابن رُشيد: هذه الترجمة أعم من كونها مرتبة على استدعاء ذلك، أو غير مرتبة، بخلاف الترجمة السابقة؛ فإن الإشارة فيها لزمت من الكلام واستماعه فهي مرتبة، انتهى.

وعلى هذا فلا تكرار بين الترجمتين، والأوجه عندي: أن يقال: المقصود ههنا الاستماع، وفي الآتي الإشارة.

[(٩ - باب الإشارة في الصلاة)]

تقدم الكلام عليه، وكتب الشيخ في "اللامع" (٢): وكانت إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر بعد ما أخذ خلفه في الصلاة، فصحت الترجمة، انتهى. وفي هامشه: قال الحافظ (٣): شاهد الترجمة قوله: "فأخذ الناس في التصفيق"؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - وإن كان أنكره عليهم لكنه لم يأمرهم بإعادة الصلاة.

وقال العيني (٤): ويمكن أن يؤخذ من قوله: "التفت" أي: أبو بكر؛ لأن الالتفات في معنى الإشارة، انتهى.

ولله درّ الشيخ إذ استدل على الترجمة بفعله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مناسب لدقة نظر الإمام البخاري قُدِّس سرُّه أيضًا، والظاهر أن الشرَّاح لم يأخذوا بذلك لحملهم فعله - صلى الله عليه وسلم - على ما قبل الصلاة، ونبَّه الشيخ قُدِّس سرُّه بتوجيهه على أن فعله - صلى الله عليه وسلم - كان بعد الشروع في الصلاة.

ثم اعلم أنه كان حق هاتين الترجمتين أن تذكرا قبل أبواب السهو في ذيل أبواب العمل، فلذا اخترت أن أبواب العمل انتهت إلى كتاب الجنائز كما تقدم.

ثم البراعة عند الحافظ في قوله: "أشار إليهم أن اجلسوا"، والأوجه


(١) "فتح الباري" (٣/ ١٠٨).
(٢) "لامع الدراري" (٤/ ٣٠٧).
(٣) "فتح الباري" (٣/ ١٠٨).
(٤) "عمدة القاري" (٥/ ٦٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>