للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -، انتهى من "الفتح".

ومناسبة حديث عائشة ثاني حديثي الباب بالترجمة مما يحتاج إلى بيان، ولم يتعرض له الحافظ ولا القسطلاني، وقال العلامة العيني (١): لما كان البابان السابقان داخلين في باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءت المناسبة لذكر هذا الحديث ههنا، انتهى.

[(٤٩ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم")]

قال الحافظ (٢): قوله: (ومرثيته. . .) إلخ، بتخفيف التحتانية وهو عطف على قول، والمرثية تعديد محاسن الميت، والمراد هنا التوجع له لكونه مات في البلد التي هاجر منها، وقد تقدم بيان الحكمة في ذلك قبل بباب، انتهى.

[(٥٠ - باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه. . .) إلخ]

تقدم في "مناقب الأنصار": "باب آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار"، ولا يتوهم التكرار بينهما لاختلاف المقاصد، فإن الغرض من الأول بيان فضيلة الأنصار، والمقصود ههنا ما وقع بعد الهجرة، وفرق آخر وهو أن المقصود هناك ذكر المؤاخاة نفسها، وههنا بيان كيفيتها.

قال الحافظ (٣): قال ابن عبد البر: كانت المؤاخاة مرتين: مرة بين المهاجرين خاصة وذلك بمكة، ومرة بين المهاجرين والأنصار فهي المقصودة هنا. وذكر ابن سعد بأسانيد الواقدي إلى جماعة من التابعين قالوا: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة آخى بين المهاجرين، وآخى بين المهاجرين والأنصار على المواساة، وكانوا يتوارثون، وكانوا تسعين نفسًا بعضهم من


(١) "عمدة القاري" (١١/ ٦٦٥).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٢٦٩).
(٣) "فتح الباري" (٧/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>