للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرير عن منصور، ورويناه في "الزهد" لابن المبارك، وفي تفسير عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: هو الخشوع زاد في رواية زائدة: قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر الذي في الوجه، فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبًا من فرعون (١)، انتهى.

قال القسطلاني (٢): وقال بعضهم: إن للحسنة نورًا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس، فما كمن في النفس ظهر على صفحات الوجه، وفي حديث جندب بن سفيان البجلي عند الطبراني مرفوعًا: "ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر"، وغير ذلك من الأقوال ذكرها القسطلاني.

(١ - باب: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: ١])

سقط لفظ "باب" لغير أبي ذر، قاله القسطلاني (٣).

قال العلامة العيني (٤): عن أنس - رضي الله عنه -: الفتح فتح مكة، وعن مجاهد والعوفي: فتح خيبر، وعن بعضهم: فتح الروم، وقيل: فتح الإسلام، وعن جابر: ما كنا نعد فتح مكة إلا يوم الحديبية، انتهى.

وقال القسطلاني (٥): الأكثرون على أنه صلح الحديبية، وقيل: فتح مكة، والتعبير عنه بالماضي لتحققه قال في "الكشاف": وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى، انتهى.

قال الطيبي: لأن هذا الأسلوب إنما يرتكب في أمر يعظم مناله ويعز الوصول إليه ولا يقدر على نيله إلا من له قهر وسلطان ولذا ترى أكثر أحوال القيامة واردة على هذا المنهج؛ لأن فتح مكة من أمهات الفتوح، وبه دخل الناس في دين الله أفواجًا، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالاستغفار والتأهب


(١) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٥٨١، ٥٨٢).
(٢) "إرشاد الساري" (١١/ ٧٨).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٧٩).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ٣١٨).
(٥) "إرشاد الساري" (١١/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>