للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٥ - باب تفاضل أهل الإيمان)]

قال القسطلاني (١): لما ذكر في الحديث السابق ثلاث خصال، والناس مختلفون فيها شرع في ذكر تفاضل الأعمال، انتهى.

قال الحافظ (٢): قوله: "في الأعمال" في ظرفية، ويحتمل أن تكون سببية، أي: التفاضل الحاصل بسبب الأعمال، انتهى.

واختاره شيخنا الدهلوي في "التراجم" (٣) إذ قال: وفي للتعليل، انتهى.

وذكر الشيخ الكَنكَوهي قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): أن المصنف - رحمه الله - أشار بذلك إلى إثبات ما ذهب إليه الفقهاء والمتكلمون من أن الزيادة والنقصان إنما هما باعتبار الكيفيات الزائدة والثمرات المترتبة، فأما نفس التصديق المنجي من الخلود فأمر بسيط لا يقبل الزيادة والنقصان، فزاد لفظ الأعمال في الترجمة إشارةً إلى ما ورد في الروايات مثل ذلك، كما في رواية أبي سعيد الخدري المسوقة قريبًا، فإنما هو التفاوت بحسب الأعمال، ثم إن صنيعه [هذا] وكذلك ما سلكه في أكثر الأبواب ردٌّ على المرجئة، انتهى.

والظاهر عند هذا العبد الضعيف أن المصنف مال إلى النقص والزيادة في التصديق القلبي أيضًا، كما هو ظاهر من عامة تراجمه، فإنه تقدم قريبًا "المعرفة فعل القلب"، وقرنه بقوله: "أعلمكم"، لكن قوله في الترجمة هذه لفظ: "الأعمال" يؤيد كلام الشيخ قُدِّس سرُّه، وبسط في هامش "اللامع" الكلام على شرح كلام الشيخ.

وفيه: وحكى مولانا محمد حسن المكي في تقريره: قوله: "باب


(١) "إرشاد الساري" (١/ ١٧٨).
(٢) "فتح الباري" (١/ ٧٢).
(٣) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٣٣).
(٤) "لامع الدراري" (١/ ٥٥٧ - ٥٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>