للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر المصنف فيه حديثي ابن عباس وأبي هريرة: "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" وتقدم شرحه في آخر سورة النساء.

(٥ - باب قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠])

قال القسطلاني (١): وفي هذه الآية دلالة على فضل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء لأنه سبحانه أمره بالاقتداء بهداهم ولا بد من امتثاله لذلك الأمر، فوجب أن يجتمع فيه جميع فضائلهم وأخلاقهم المتفرقة، فثبت بهذا أنه - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء، وتقديم قوله: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} يفيد حصر الأمر في هذا الاقتداء وأنه لا هدى غيره، والمراد أصول الدين وهو الذي يستحق أن يسمى بالهدى المطلق فإنه لا يقبل النسخ، وكذا في مكارم الأخلاق والصفات الحميدة المشهورة عن كل واحد من هؤلاء الأنبياء، ولو أمر بالاقتداء في مشروع تلك الأديان لم يكن ديننا ناسخًا وكان يجب محافظة كتبهم ومراجعتها عند الحاجة، وبطلان اللازم بالاتفاق يدل على بطلان الملزوم، انتهى.

(٦ - باب قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: ١٤٦])

قال الحافظ (٢): قوله: " {الْحَوَايَا} المبعر" في رواية أبي الوقت "المباعر" وصله ابن جرير عن ابن عباس، والحوايا جمع حوية وهي ما تحوى واجتمع واستدار من البطن، وهي نبات اللبن وهي المباعر وفيها الأمعاء، ثم ذكر المصنف حديث جابر: "قاتل الله اليهود حرمت عليهم شحومها" الحديث وقد تقدم شرحه في أواخر كتاب البيوع.


(١) "إرشاد الساري" (١٠/ ٢٣٩).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>