للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملقحة متعدية يقال: ألقح الفحل الناقة، وما قيل: إن اللواقح جمع ملقحة على خلاف القياس فغلط، فإنها جمع لاقحة، "أستاذ".

وقال الكرماني (١): قوله: "لواقح" أي: ملاقح جمع الملقحة وهو من النوادر، يقال: ألقح الفحل الناقة والريح السحاب، ورياح لواقح. . .، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع" من "الفتح" (٢) وغيره.

[(٦ - باب ذكر الملائكة)]

قدَّم المصنف ذكر الملائكة على الأنبياء، لا لكونهم أفضل عنده، بل لتقدمهم في الخلق، ولسبق ذكرهم في القرآن في عدة آيات، ووقع في حديث جابر الطويل عند مسلم في صفة الحج: "ابدؤا بما بدأ الله به" ولأنهم وسائط بين الله وبين الرسل في تبليغ الوحي والشرائع، فناسب أن يقدم الكلام فيهم على الأنبياء، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا أفضل من الأنبياء، وقد ذكرت مسألة تفضيل الملائكة في "كتاب التوحيد" عند شرح حديث: "ذكرته في ملأ خير منهم"، انتهى من "الفتح" (٣).

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤) تحت الباب: وجملة الروايات الموردة فيه تدل على وجود الملك وثبوته وهو المراد، انتهى.

وبسط في هامشه الكلام على الملائكة لفظًا ومعنًى، والاختلاف في حقيقتهم، وكذا في وجودهم، فارجع إليه.

قال الحافظ (٥): ومن أدلة كثرتهم ما يأتي في حديث الإسراء: "أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون"، ثم ذكر المصنف في الباب أحاديث تزيد على ثلاثين حديثًا، وهو من نوادر ما وقع


(١) "شرح الكرماني" (١٣/ ١٦١ - ١٦٢).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٣٠١).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٣٠٦).
(٤) "لامع الدراري" (٧/ ٣٤١).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ٣٠٦ - ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>