للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا اعترض الإسماعيلي بأنه ليس فيه للرطب والقثاء ذكر، ولم يذكر لفظ الباب، انتهى.

وقال الحافظ (١): قوله: "باب" كذا هو في رواية الجميع بغير ترجمة، وسقط عند الإسماعيلي، فاعترض بأنه ليس فيه للرطب والقثاء ذكر، والذي أظنه أنه أراد أن يترجم به للتمر وحده أو لنوع منه، انتهى.

وفي هامش النسخة الهندية (٢) عن "الخير الجاري": هو كالفصل لما قبله حيث ذكر فيما قبله (٣) وههنا ذكر التمرة، والمناسبة بينهما ظاهر، انتهى.

قلت: ولم يذكر الحافظان ولا القسطلاني ما في النسخة الهندية من قوله: "باب الحشف"، وكذا لم يتعرضوا لترجمة الباب.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): "باب الحشف"، أراد بذلك دفع ما يتوهم من باب التكلف أنه لعله لا بد له منه فأراد ردَّه بإثبات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتفى بالحاضر عنده ولو حشفًا، فعلم أن التكلف ليس أمرًا لا بد له منه، انتهى.

قلت: والحشف هو الفاسد اليابس من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نوى له، كما قاله العيني وغيره.

[(٤١ - باب الرطب والتمر)]

قال العلامة العيني (٥): أشار به إلى أن التمر له فضل على غيره من الأقوات؛ فلذلك ذكر قوله: {وَهُزِّي إِلَيْكِ} الآية [مريم: ٢٥] على


(١) "فتح الباري" (٩/ ٥٦٤، ٥٦٥).
(٢) "صحيح البخاري بحاشية السهارنفوري" (١١/ ١٢٤).
(٣) كذا في الهامش، والظاهر أن فيه سقوطًا وهو لفظ: "التمر"، (ز).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ٤٠٠).
(٥) "عمدة القاري" (١٤/ ٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>