للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن البخاري لم يثبت على شرطه الحديث الصريح في الباب، وهو ما رواه أصحاب السنن (١) من حديث ابن عباس، بلفظ: "البسوا ثياب البيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم"، صحَّحه الترمذي والحاكم، وله شاهد من حديث سمرة، ذكره الحافظ.

وترجم "باب حمل الرجال الجنازة دون النساء"، قال الحافظ (٢): لعله أشار إلى ما أخرجه أبو يعلى (٣) من حديث أنس فذكره.

وترجم بـ "باب ما ذكر في الحجر الأسود"، قال الحافظ (٤): أورد فيه حديث عمر - رضي الله عنه -، وكأنه لم يثبت عنده فيه على شرطه شيء غير ذلك، وقد ورد فيه أحاديث فبسطها.

وترجم بـ "باب ما جاء في زمزم"، قال الحافظ (٥): كأنه لم يثبت عنده في فضلها حديث، إلى آخر ما قال.

والفرق بين هذا الأصل، وبين الحادي عشر، واضح لا يخفى.

[٤٢ - الثاني والأربعون: ترجمة غير متعلقة بالكتاب]

أن من دأبه المعروف المطَّرد، أنه قد يُنَبِّه بالترجمة على مسألة مهمة غير متعلقة بالكتاب استطرادًا، فيشكل على الناظرين توفيق هذه الترجمة بالكتاب.

مثلًا: ترجم في أبواب المساجد "باب الاغتسال إذا أسلم"، وأشكل على الشرَّاح قاطبة إدخاله في "أبواب المساجد".


(١) "سنن أبي داود" (ح: ٤٠٦١، ٣٨٧٨)، و"سنن ابن ماجه" (ح: ١٤٧٢، ٣٥٦٦)، و"سنن الترمذي" (ح: ٩٩٤).
(٢) "فتح الباري" (٣/ ١٨٢).
(٣) مسند أبي يعلى (رقم ٤٠٥٦، ٤٢٧٤).
(٤) "فتح الباري" (٣/ ٤٦٢).
(٥) "فتح الباري" (٣/ ٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>