للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وبهذا تظهر النكتة في تصدير البخاري الباب بحديث عثمان.

وقد سرد ابن إسحاق أسماءهم. ذكرها الحافظ إلى أن قال: ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما من أهل السير أن المسلمين بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجع ناس، منهم عثمان بن مظعون إلى مكة، فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحًا، فرجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية.

وسرد ابن إسحاق أسماء أهل الهجرة الثانية، وهم زيادة على ثمانين رجلًا.

وقال ابن جرير الطبري: كانوا اثنين وثمانين رجلًا سوى نسائهم وأبنائهم، وشك في عمار بن ياسر هل كان فيهم، وبه تكمل العدة ثلاثة وثمانين، وقيل: إن عدة نسائهم كانت ثماني عشرة امرأة. انتهى من "الفتح" (١).

وقال القسطلاني (٢): ثم رجعوا عندما بلغهم عن المشركين سجودهم معه - صلى الله عليه وسلم - عند قراءة سورة النجم فلقوا من المشركين أشدّ مما عهدوا فهاجروا ثانية. انتهى.

قلت: وما ذكره الحافظ من أن الهجرة الأولى كانت سنة خمس من المبعث وافقه في ذلك القسطلاني، وهكذا في "المواهب اللدنية" (٣)، وذكر صاحب "الخميس" (٤): أن الأولى كانت في السنة الرابعة أو الخامسة.

[(٣٨ - باب موت النجاشي)]

قال الحافظ (٥): تقدم ذكر اسمه واسم أبيه في "الجنائز"، وأن النجاشي لقب من ملك الحبشة، ولقبه الآن الحطي بفتح الحاء وكسر الطاء


(١) "فتح الباري" (٧/ ١٨٨، ١٨٩).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٨٨).
(٣) "المواهب اللدنية" (١/ ٢٤٠).
(٤) "تاريخ الخميس" (١/ ٢٨٨).
(٥) "فتح الباري" (٧/ ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>