للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من وجه آخر عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر فقال: إن أول صدقة بيّضت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجوه أصحابه صدقة طيئ جئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -"

وقال الحافظ بعد ذكر الحديث: روى الترمذي من وجه آخر عن عدي بن حاتم قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فقال: هذا عدي بن حاتم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك يقول: إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي"، انتهى (١).

[(٧٧ - باب حجة الوداع)]

بكسر الحاء المهملة وبفتحها، وبكسر الواو وبفتحها، ذكر جابر في حديثه الطويل في صفتها كما أخرجه مسلم وغيره "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين - أي: منذ قدم المدينة - لم يحج، ثم أذَّن في الناس في العاشرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاج، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" الحديث، وعند الترمذي من حديث جابر: "أنه - صلى الله عليه وسلم - حجّ قبل أن يهاجر ثلاث حجج"، وعن ابن عباس مثله أخرجه ابن ماجه والحاكم.

قلت: وهو مبني على عدد وفود الأنصار إلى العقبة بمنى بعد الحج، فإنهم قدموا أولًا فتواعدوا، ثم قدموا ثانيًا فبايعوا البيعة الأولى، ثم قدموا ثالثًا فبايعوا البيعة الثانية كما تقدم بيانه أول الهجرة، وهذا لا يقتضي نفي الحج قبل ذلك، وقد أخرج الحاكم بسند صحيح إلى الثوري: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حجّ قبل أن يهاجر حِججا".

وفي حديث ابن عباس أن خروجه من المدينة كان لخمس بقين من ذي القعدة أخرجه المصنف في الحج، وأخرجه هو ومسلم من حديث عائشة مثله، وجزم ابن حزم بأن خروجه كان يوم الخميس، وفيه نظر؛ لأن أول


(١) "فتح الباري" (٨/ ١٠٢، ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>