للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٤٠ - باب عظة الإمام الناس. . .) إلخ]

كتب الشيخ في "اللامع" (١): قوله: (وذكر القبلة) أي: هذا باب يذكر فيه القبلة إلى أيّ جهة هي، انتهى.

وفي هامشه: اعلم أولًا: أن الإمام البخاري ترجم في الباب ترجمتين، الأولى: عظة الإمام، والثانية: ذكر القبلة، والأولى هي المقصود الأصلي من عقد الباب عندي خلافًا لما عليه الشرَّاح، فقد قال الحافظ (٢): قوله: "وذكر القبلة" بالجر عطفًا على "عظة"، وأورده للإشعار بمناسبة هذا الباب لما قبله، انتهى.

وأبعد منه ما قال العيني (٣): من أن الأبواب السابقة كان فيها أمر ونهي وتشديد فيهما، وهي كلها وعظ، وهذا الباب أيضًا في الوعظ، انتهى.

والأوجه عندي: أنه نبَّه بذلك على أهم المصالح من حكم المسجد والجماعة، ولذا ذكره في أبواب المساجد كأنه نبَّه بذلك على أنه ينبغي للإمام أن يلاحظ أحوال المصلين وينبههم على تقاصيرهم في الصلاة، وبسط شيخ المشايخ في "حجة الله البالغة" في مصالح الجماعة ذكرت في هامش "اللامع" (٤)، وأما الجزء الثاني من الترجمة وهو قوله: و"ذكر القبلة"، فذكره استطرادًا لينبه بذلك قارئ "الصحيح" على أن لا يمر على ما في حديث الباب من ذكر القبلة نائمًا؛ فإنه جدير بغاية التدبر؛ لأن ظاهر سياق الحديث بلفظ: هل ترون قبلتي ههنا بالاستفهام الإنكاري يشعر أن قبلته - صلى الله عليه وسلم - ليست على الجهة التي توجه إليها، وهذا المعنى ظاهر البطلان فنبَّه بلفظ: "ذكر القبلة" في الترجمة على أن يتدبر طالب الحديث في معناه.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأراكم من ورائي" قال الحافظ (٥): قد اختلف في


(١) "لامع الدراري" (٢/ ٣٧٩).
(٢) "فتح الباري" (١/ ٥١٤).
(٣) "عمدة القاري" (٣/ ٤٠٣).
(٤) انظر: "لامع الدراري" (٢/ ٣٧٩).
(٥) "فتح الباري" (١/ ٥١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>