للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٢٣ - باب الدعاء في الركوع)]

قال الحافظ (١): ترجم بعد هذا بأبواب التسبيح والدعاء في السجود، وساق فيه حديث الباب، فقيل: الحكمة في تخصيص الركوع بالدعاء دون التسبيح - مع أن الحديث واحد - أنه قصد الإشارة إلى الرد على من كره الدعاء في الركوع كمالك، أما التسبيح فلا خلاف فيه، فاهتم ها هنا بذكر الدعاء لذلك، انتهى.

قلت: وتفصيل مذهب مالك ما رواه أبو داود حدثنا القعنبي قال: قال مالك: لا بأس بالدعاء في الصلاة في أوله وأوسطه، وفي آخره في الفريضة وغيرها (٢).

قال الشيخ في "البذل" (٣): وفي المدونة (٤): قال مالك: لا بأس بأن يدعوا الرجل لجميع حوائجه في المكتوبة حوائج دنياه وآخرته في القيام والجلوس والسجود، قال: وكان يكرهه في الركوع، وقال في محل آخر: قلت لابن القاسم: أرأيت مالكًا حين كره الدعاء في الركوع كان يكره التسبيح في الركوع؟ قال: لا، انتهى مختصرًا.

[(١٢٤ - باب ما يقول الإمام ومن خلفه. . .) إلخ]

في تقرير المكي: قوله: في الحديث "قال: اللهم ربنا ولك الحمد"، يعني: جمع بينهما، وإذا جمع - صلى الله عليه وسلم - بينهما كان من خلفه أيضًا جمعهما، وكذا روي عن أبي حنيفة الجمع أيضًا في رواية، لكن أكثر أحاديثه التقسيم، ولذلك صار التقسيم مذهبه المشهور، انتهى. وتوضيح الخلاف في ذلك كما في "الأوجز" (٥): أن المنفرد يجمع بينهما على المشهور عند الأئمة الأربعة، حتى قال الحافظ (٦): حكى الطحاوي وابن عبد البر الإجماع عليه، وأما


(١) "فتح الباري" (٢/ ٢٨١).
(٢) "سنن أبي داود" (ح: ٧٦٧).
(٣) "بذل المجهود" (٤/ ١٣٦).
(٤) "المدونة الكبرى" (١/ ٧٤، ١٠٠).
(٥) "أوجز المسالك" (٢/ ١٠١).
(٦) "فتح الباري" (٢/ ٢٨٣، ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>