للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفيًّا عليه فأمره بمباشرة الأسباب لتحصيله اعتمادًا على الله تعالى في ذلك كله، انتهى.

وبسط في هامشه الكلام على معنى التوكل وعلى مراتبه، وفيه أيضًا: كتب شيخ مشايخنا الشاه ولي الله الدهلوي في رسالته "الدر الثمين" التي ذكر فيها المنامات النبوية - صلى الله عليه وسلم - فقال: سألته - صلى الله عليه وسلم - عن التسبب وتركه أيهما أحسن لي؟ ففاض منه على روحي فيض برد بسببه قلبي عن الأسباب والأولاد، ثم انكشف الأمر بعد ساعة فرأيت الطبيعة تركن إلى الأسباب، ورأيت الروح تركن إلى التفويض، انتهى.

وبه جزم الشيخ الكَنكَوهي قُدِّس سرُّه في "الكوكب الدري" (١) فقال تحت حديث: "اعقلها وتوكل": فأعلى مراتب التوكل أن يباشر الأسباب ولا يعتمد عليها، ثم أن لا يباشر الأسباب، ثم لا شيء بعد ذلك وهو أن يباشر الأسباب ويتوكل عليها، انتهى.

(٤ - باب قوله: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا} الآية [الكهف: ٦٢])

ذكر فيه الحديث المذكور في الباب السابق من طريق آخر، قال العيني (٢): وهو طريق آخر في الحديث المذكور قبله، وهو عن قتيبة عن سفيان إلى آخره، وفيه بعض اختلاف في المتن ببعض زيادة وبعض نقصان، وقال أيضًا (٣): وهذا الحديث أخرجه البخاري في أكثر من عشر مواضع، انتهى.

قلت: وأول ما جاء ذكره في كتاب العلم، وقال الحافظ (٤): ساق المصنف فيه قصة موسى عن قتيبة عن سفيان، وقد نبَّهت على ما فيه


(١) "الكوكب الدري" (٣/ ٣٠٤).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ١٤٣).
(٣) "عمدة القاري" (١٣/ ١٣٤).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٤٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>