للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا وجيه، ومنها ما في "تراجم" شيخ المشايخ (١): أن هذا الباب باب في باب فلا إشكال في ربط الحديثين الأخيرين مع الترجمة فتدبر، انتهى.

وهذا أصل من أصول التراجم وهو الأصل السادس.

ومنها ما قال الكرماني (٢): أن صلاة الجماعة إنما كثر ثوابها للمشقة الحاصلة منها، والمشي إلى الجماعة في الفجر أشق من غيرها للظلمة ومصادفة المكروه فيكون الأجر أكثر، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع".

[(٣٢ - باب فضل التهجير إلى الظهر. . .) إلخ]

قال العيني (٣): التهجير: التبكير إلى كل شيء أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة، وعامة نسخ البخاري هكذا، وفي بعضها "باب فضل التهجير إلى الصلاة" وهذه النسخة أعم وأشمل، ولا منافاة بينه وبين حديث الإبراد؛ لأنه عند اشتداد الحر والتهجير هو الأصل، وهو عزيمة، وذاك رخصة، انتهى.

[(٣٣ - باب احتساب الآثار)]

قال الحافظ (٤): أي: إلى الصلاة، وكأنه لم يقيِّدها لتشمل كل مشي إلى كل طاعة، والاحتساب هان كان أصله العد، لكنه يستعمل غالبًا في معنى طلب تحصيل الثواب بنية خالصة، انتهى.

وغرض الترجمة ظاهر وهو التنبيه على نية حصول الأجر والثواب عند كل عمل، كما صرحوا بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا" (٥) فإنه لاستحضار الأجر والثواب تأثيرًا قويًّا في تحمل المشاق وازدياد الاشتياق إلى الطاعات كما هو ظاهر.


(١) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٢١١).
(٢) "شرح الكرماني" (٥/ ٤٠).
(٣) "عمدة القاري" (٤/ ٢٣٨).
(٤) "فتح الباري" (٢/ ١٤٠).
(٥) "صحيح البخاري" (ح: ١٩٠١، ٢٠١٤)، و"صحيح مسلم" (ح: ٧٥٩، ٧٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>