للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسالك شرح موطأ الإمام مالك" (١) وفيه: قال الحافظ (٢): قد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال كثيرة بلّغها أبو حاتم بن حبان إلى خمسة وثلاثين قولًا، وقال المنذري: أكثرها غير مختار، انتهى. وقال القاري: اختلف في معناه على أحد وأربعين قولًا، منها أنه مما لا يدرى معناه، انتهى. وقال ابن العربي: لم يأت في ذلك نص ولا أثر، وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: هذا من المشكل الذي لا يدرى معناه؛ لأن الحرف يأتي لمعان: للهجاء والكلمة وللمعنى والجهة، قاله الزرقاني، قال السيوطي في "التنوير" و"زهر الربى": هذا أرجح الأقوال عندي، وبسط السيوطي في "الإتقان" الأربعين قولًا مع النسبة إلى قائليها، انتهى.

[(٦ - باب تأليف القرآن)]

قال الحافظ (٣): أي جمع آيات السورة الواحدة، أو جمع السور مرتبة في المصحف، وقال أيضًا: إن ترتيب الآيات توقيفي إجماعًا، وترتيب السور اجتهادي، ولذا أجمعوا على جواز أن يقرأ سورة قبل سورة بخلاف آية قبل آية، انتهى.

والأوجه عند هذا العبد الضعيف أن المراد ههنا ترتيب السور، فإنه كان مختلفًا في زمانه، فإن ترتيب ابن مسعود غير ترتيب علي وأُبي، وإليه أشار المصنف بذكر الروايات في الباب.

قوله: (فأملت عليه آي السور) قال العلامة القسطلاني (٤): أي: آيات كل سورة كأن قالت له مثلًا: سورة البقرة كذا وكذا آية، وهذا يؤيد أن السؤال وقع عن تفصيل آيات كل سورة، انتهى.

وقال الحافظ في شرح حديث الباب (٥): وهذا كله على أن السؤال


(١) "أوجز المسالك" (٤/ ٢٣٩).
(٢) "فتح الباري" (٩/ ٢٦).
(٣) "فتح الباري" (٩/ ٣٩، ٤٠).
(٤) "إرشاد الساري" (١١/ ٣١٢).
(٥) "فتح الباري" (٩/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>