للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤٠) المُؤْمِن

كذا في النسخ الهندية و"القسطلاني" بدون لفظ سورة والبسملة، وفي نسخة الحافظين بزيادتهما.

قال العيني (١): وهي مكية بلا خلاف، وقال السخاوي: نزلت بعد الزمر وقبل حم السجدة، وبعد السجدة الشورى ثم الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية، انتهى.

قوله: (قال مجاهد: {حم} مجازها مجاز أوائل السور) قال العلامة العيني (٢): قوله: "حم" في محل الابتداء، و"مجازها" مبتدأ ثان، وقوله: "مجاز أوائل السور" خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول، و"مجازها" بالجيم والزاي، أي: طريقها، أي: حكمها حكم سائر الحروف المقطعة التي في أوائل السور للتنبيه على أن هذا القرآن من جنس هذه الحروف، وقيل: لقرع العصا عليهم، وعن عكرمة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {حم} اسم من أسماء الله تعالى، وهي مفتاح خزائن ربك - جل جلاله -"، وعن ابن عباس: هو اسم الله الأعظم، وعنه: قسم أقسم الله به، وعن قتادة: اسم من أسماء القرآن، وعن الشعبي: شعار السورة، وعن عطاء الخراساني: الحاء افتتاح أسماء الله تعالى: حليم وحميد وحيّ وحنان وحكيم وحفيظ وحبيب، والميم افتتاح اسمه: مالك ومجيد ومنان، وعن الضحاك والكسائي: معناه: قضى ما هو كائن كأنهما أرادا الإشارة إلى "حم" بضم الحاء وتشديد الميم، انتهى.

قال الحافظ (٣): ووقع في رواية أبي ذر: "وقال البخاري: ويقال: " {حم} مجازها" إلخ، وهذا الكلام لأبي عبيدة في "مجاز القرآن" ولفظه: " {حم} مجازها" مجاز أوائل السور، وقال بعضهم: بل هو اسم، وهو يطلق المجاز ويريد به التأويل، أي: تأويل {حم} وتأويل أوائل السور،


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٧٨).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٧٩).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>