للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطولة، وفيه قصة الغلام الذي كان يتعلم من الساحر فمر بالراهب فتابعه على دينه، فأراد الملك قتل الغلام لمخالفته دينه، فقال: إنك لن تقدر على قتلي حتى تقول إذا رميتني: بسم الله رب الغلام، ففعل، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فخد لهم الملك الأخاديد في السلك وأضرم فيها النيران ليرجعوا إلى دينه، وفيه قصة الصبي الذي قال لأمه: اصبري فإنك على الحق، صرَّح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر عن ثابت ومن طريقه أخرجها الترمذي وعنده في آخره: يقول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} إلى {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: ٤ - ٨]، انتهى.

قلت: وذكر القسطلاني (١) قصة أصحاب الأخدود مطولة بتمامها من رواية مسلم فارجع إليه، انتهى.

(٨٦) {الطَّارِقُ}

كذا في النسخة "الهندية"، وفي نسخ الشروح الثلاثة بزيادة لفظ "سورة".

قال العيني (٢): وهي مكية نزلت في أبي طالب وذلك لأنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتحفه بلبن وخبز فبينما هو جالس يأكل إذ انحطّ نجم فامتلأ ماء ثم نارًا ففزع أبو طالب، وقال: أي شيء هذا؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله تعالى" فعجب أبو طالب فأنزل الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} [الطارق: ١]، انتهى.

قال الحافظ (٣): لم يورد المصنف في الطارق حديثًا مرفوعًا وقد وقع حديث جابر في قصة معاذ: فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "أفتان يا معاذ؟! يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق، والشمس وضحاها"


(١) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٣٠، ٢٣١).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٤٧٤).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٦٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>