للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر وهمًا، وما ظهر لهذا العبد الضعيف بعد التتبع البليغ أنها تبلغ إلى أكثر من عشرين، ثم ذكر في هامش "اللامع" تفصيلها مع ما نقل من الأجوبة والتوجيهات، كما قال الشيخ من أن لكل منها تأويلًا صحيحًا فارجع إليه لو شئت.

قوله: (لقد راودت بني إسرائيل. . .) إلخ، استدل به على أنه فرضت عليهم صلاتان فقط، كما في "فتح الملهم" (١) برواية ابن مردويه، وصرّح به الحافظ ابن كثير في التفسير (٢) وردّ السيوطي قول خمسين، وقال: لا أصل له كما حكاه الخفاجي على البيضاوي، ويؤيده أيضًا ما هو المعروف أن العشاء خصيصة لهذه الأمة، فلو فرضت عليهم خمسون لا بدّ أن يكون في وقت العشاء، أي: من غروب الشفق إلى الصبح أكثر من عشرين صلاة، وأيضًا المعروف أن الصلوات الخمسة خصيصة لهذه الأمة، وكانت الصلوات موزعة على الأمم السابقة كما في "البذل" (٣) تحت شرح حديث إمامة جبريل، ويشكل على هذا كلّه ما ذكره المفسرون قاطبةً في قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: ٢٨٦] إن الصلوات المفروضة عليهم كانت خمسين صلاة كما في "الخازن" و"التفسير الكبير" للرازي "والتفسير" للبيضاوي ولأبي السعود وغيرهم من المفسرين، وحقق بعضهم أن القول الثاني، أي: كون الصلوات خمسين مأخوذ من التوراة المحرفة.

[(٣٨ - باب كلام الرب مع أهل الجنة)]

غرض الترجمة كالتراجم السابقة ظاهر، وهو ما بصدده من إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى من وجوه متنوعة.

قال الحافظ (٤): ذكر فيه حديثين ظاهرين فيما ترجم له، انتهى.


(١) "فتح الملهم" (٢/ ٢٥٥).
(٢) "تفسير ابن كثير" (٥/ ٧).
(٣) "بذل المجهود" (٣/ ١٦).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٤٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>