للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك من يكون أعظم من المكتوب إليه يبدأ بنفسه، وأما إذا كان المكتوب إليه أعظم كالولد يكتب إلى والده أو الرجل يكتب إلى شيخه فينبغي حينئذ أن يبدأ باسم المكتوب إليه لا باسمه، وأما حديث العلاء بن الحضرمي فإنه بدأ باسمه في كتابته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتباعًا واقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما تقريره - صلى الله عليه وسلم - فلأجل بيان الجواز، قال المنذري: فيهما - أي: في روايتي ابن العلاء - مجهول. قال بعضهم: يبدأ الكتاب باسمه فيقول: من فلان ابن فلان إلى فلان ابن فلان، انتهى.

قال العلامة النووي في "شرح مسلم" (١) في قصة خضر مع موسى تحت قوله - صلى الله عليه وسلم -: "رحمة الله علينا وعلى موسى - وكان إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه -. . ." الحديث، قال أصحابنا: فيه استحباب ابتداء الإنسان بنفسه في الدعاء وشبهه من أمور الآخرة، واختلف العلماء في الابتداء في عنوان الكتاب؟ فالصحيح الذي قاله كثير من السلف وجاء به الصحيح أنه يبدأ بنفسه فيقدمها على المكتوب إليه فيقول: من فلان إلى فلان، واستدل عليه من حديث هرقل، ثم قال: وقالت طائفة: يبدأ بالمكتوب إليه فيقول: إلى فلان من فلان، قالوا: إلا أن يكتب الأمير إلى من دونه أو السيد إلى عبده أو الوالد إلى ولده، انتهى.

[(٢٦ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم)]

هذه الترجمة معقودة لحكم قيام القاعد للداخل، ولم يجزم فيها بحكم للاختلاف بل اقتصر على لفظ الخبر كعادته، انتهى من "الفتح" (٢).

وفي هامش المصرية عن "شيخ الإسلام" (٣): أي: بيان مشروعية قيام القاعد للداخل احترامًا له، انتهى.

قال العيني (٤): وفي الحديث أمر السلطان والحاكم بإكرام السيد


(١) "شرح النووي" (٨/ ١٥٨).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٤٩).
(٣) "تحفة الباري" (٦/ ١٥٢).
(٤) "عمدة القاري" (١٥/ ٣٧٥، ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>