للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٧ - باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا)]

قال الحافظ (١): وكأنه لم يجزم بالحكم لأن الخبر ليس صريحًا في الكراهة، انتهى.

وقال العيني (٢): تحت ترجمة الباب: ولم يذكر الحكم اكتفاءً بما في حديث الباب. ثم قال في شرح الحديث: مطابقته للترجمة ظاهرة، انتهى.

قلت: وهو كذلك، وما تقدم من كلام الحافظ من أنه لم يجزم بالحكم لأن حديث الباب ليس صريحًا في الكراهة فهذا إنما هو على بادئ الرأي، وإلا فالشرَّاح قاطبة اتفقوا أن مقصوده - صلى الله عليه وسلم - الإنكار على جابر، وإن اختلفوا في وجه الإنكار كما هو في الشروح، وقد ترجم الإمام النووي على هذا الحديث في "شرح مسلم" (٣) بقوله: "باب كراهة قول المستأذن: أنا"، وقال القاري في "شرح المشكاة" (٤): قوله: "فقال: أنا أنا" مكررًا للإنكار عليه. قال الطيبي: أي: قولك: "أنا" مكروه فلا تعد، والثاني تأكيد، انتهى.

(١٨ - باب من ردّ فقال: عليك السلام. . .) إلخ

كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٥): ظاهر صنيعه أنه لا فرق عنده بين تقديم السلام على كلمة "على" وتأخيره عنه، وإن أشار بذكر الرواية إلى أن تقديم الجار هو الغالب في الردّ، انتهى.

قلت: وما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه ظاهر فإنه ذكر في الترجمة قول الملائكة وهو بتقديم لفظ السلام، وذكر الرواية المرفوعة وفيه عكس ذلك، فثبت الوجهان. وبما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه جزم الكرماني (٦) إذ قال: واعلم أن مقصود البخاري من هذا الباب أن ردّ السلام ثبت على نوعين:


(١) "فتح الباري" (١١/ ٣٥).
(٢) "عمدة القاري" (١٥/ ٣٦٦).
(٣) "شرح النووي" (٧/ ٣٨٩).
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٨/ ٤٥٣).
(٥) "لامع الدراري" (١٠/ ٥٤).
(٦) "شرح الكرماني" (٢٢/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>