للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (١): قوله: (ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس. . .) إلخ، ولم تذكر المحاجة على وجهها فإن ما ذكر من مقالة الجنة لا تؤذن بالمحاجة لأنها أذعنت بالخضوع، والصحيح أنها ذكرت مقالتها هذه للاستدلال على علو مكانتها حتى أنها تجعل الضعفاء الغرباء ملوكًا وجبابرة، انتهى.

وفي هامشه: وهو كذلك فإن قولها: ما لي لا يدخلني إلا. . . إلخ، اعتراف منها بعجزها وغلبة الأخرى، وهذا ليس من شأن المحاجة، وما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه بقوله: والصحيح. . . إلخ، هو أيضًا واضح، وعلى هذا تصح المحاجة بينهما، فإن في هذه السورة ادعى كل واحد منهما غلبته على الآخر، وبهذا جزم الشيخ قُدِّس سرُّه في "كتاب الرد على الجهمية" فإن هذا الحديث سيأتي هناك في "باب قوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: ٥٦] " ولا يبعد عند هذا العبد الضعيف أن يقال: إن جهنم لما كانت مثوى المتكبرين عبرت كلامها بكلام المتكبرين فقالت: أنا كذا وكذا، ولما كانت الجنة مثوى المتواضعين ذكرت مقالتها على منوال المتواضعين، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع" مما ذكره الشيخ قُدِّس سرُّه في "الكوكب" (٢) ومن كلام الشرَّاح في شرح هذا الحديث.

(٢ - باب قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: ٣٩])

سقط لفظ "باب" في نسخة "القسطلاني"، وهو موجود في نسخة الحافظين، ثم اختلفت نسخ الشروح، ففي نسخة "الفتح": فسبح بالفاء، وفي نسخة "العيني" و"القسطلاني": وسبح بالواو.


(١) "لامع الدراري" (٩/ ١٦٤، ١٦٥).
(٢) انظر: "الكوكب الدري" (٣/ ٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>